أن تكون أصما فتلك نعمة في هذا الزمان!
أحسبُ أن من الأسباب التي رجحت كِفة الرَّافعيّ الأديب، وجعلته عُقابا مُحلقا في سماء الأدب متفردًا لا يقاربه أو يدانيه إلا أقل القليل من الكُتاب، هو سبب صممه. فقد كان - رحمه الله - أصمًا لا يسمع، والإبداع الأدبي يحتاج لأن تكون هائمًا مع نفسك هياما تاما، مستغرقا مع أفكار استغراقا متناهيا، والأهم من كل هذا ألا تتأذىٰ من سماع أقول الناس فيك، لأن الأذى النفسي يُعيق طريق الأديب ويُصعب عليه المسألة!
الرَّافعي - رحمه الله- عانىٰ كثيرا في حياته ومن آماله وفِي نشأته، وحاولَ كثيرًا أن يصنع لنفسه مقامًا يليق به، لكنه وهو الأديب وحجة البيان، ولسان الإسلام في وقته كان موظفا عاديا جدا مرتبه محدود، يجمع القرش على القرش والمليم إلى المليم، لأجل أن يطبع كتابا كتبه بنفسه وسهر عليه أيامه ولياليه، عاش عمره بعيدا عن أضواء القاهرة وأضواء مجالسها، لا يداهن أحدا ولا يتملقه.
وبرغم كل ما ذكرته لك، وعلى قلة ذات يده، لم يسلم من جراءة البعض عليه، والخوض في جنابه الأسنى ومقامه الأعلى، وهو أيضا لم يكن سهلا ولا مُسالمًا، فقد كان صلبا فاتك لا يلين، ما يكاد يفرغ من معركة حتى يدخل في غيرها، وهذا جعله مرمًا للسهام، وأسنة الأقلام لا تكاد تتوقف عن مناوشته والثأر منه، حتى بعد موته، وهو بين أطباق الرمال، جثة هامدة، فمن من العقلاء يصبر على مثل هذا ويكون مبدعا؟
فهو لم يكن يقرأ إلا ما يكتب فيه وعنه وما يُلقى إليه ويُستنهض لأجل رده، وفِعلُ القراءة أخف وطأةً على القلب من فعل السماع، لأن القراءة تعمل عملها في العقل فيردها بحجاج خفي ومداورة سهلة حينا وحينا صعبة أو يقبلها بخفة أحيانا، أم وَقعُ الكلام المسموع على القلب خصوصا لو كان سيئا فإنه سهام مغروسة في القلب لا يحتملها أحد، ولا يقوى -إلا منه وفقه الله وقليل ما هم- أن يحتملها، وحتى وإن احتملها يظل عمره يتجرع غصصها كلما ذكرها.
الرَّافعي - رحمه الله- عانىٰ كثيرا في حياته ومن آماله وفِي نشأته، وحاولَ كثيرًا أن يصنع لنفسه مقامًا يليق به، لكنه وهو الأديب وحجة البيان، ولسان الإسلام في وقته كان موظفا عاديا جدا مرتبه محدود، يجمع القرش على القرش والمليم إلى المليم، لأجل أن يطبع كتابا كتبه بنفسه وسهر عليه أيامه ولياليه، عاش عمره بعيدا عن أضواء القاهرة وأضواء مجالسها، لا يداهن أحدا ولا يتملقه.
وبرغم كل ما ذكرته لك، وعلى قلة ذات يده، لم يسلم من جراءة البعض عليه، والخوض في جنابه الأسنى ومقامه الأعلى، وهو أيضا لم يكن سهلا ولا مُسالمًا، فقد كان صلبا فاتك لا يلين، ما يكاد يفرغ من معركة حتى يدخل في غيرها، وهذا جعله مرمًا للسهام، وأسنة الأقلام لا تكاد تتوقف عن مناوشته والثأر منه، حتى بعد موته، وهو بين أطباق الرمال، جثة هامدة، فمن من العقلاء يصبر على مثل هذا ويكون مبدعا؟
فهو لم يكن يقرأ إلا ما يكتب فيه وعنه وما يُلقى إليه ويُستنهض لأجل رده، وفِعلُ القراءة أخف وطأةً على القلب من فعل السماع، لأن القراءة تعمل عملها في العقل فيردها بحجاج خفي ومداورة سهلة حينا وحينا صعبة أو يقبلها بخفة أحيانا، أم وَقعُ الكلام المسموع على القلب خصوصا لو كان سيئا فإنه سهام مغروسة في القلب لا يحتملها أحد، ولا يقوى -إلا منه وفقه الله وقليل ما هم- أن يحتملها، وحتى وإن احتملها يظل عمره يتجرع غصصها كلما ذكرها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق