السبت، 8 ديسمبر 2018

ابتعد أنا أرشح بؤسًا

على الإنسان إن خادعه حسُّه فجعل منه شخصًا حالمًا بعضَ الشيء، أن يرده إلى واقعه ليس إلا.. لا تحتاج لكبيرِ جهدٍ للعلاج، فالواقع خير علاج!
في الواقع كثير من الآمال المحطمة، وعشرات من الطموحات المذبوحة بسكاكين اليأس، وعدد لم نحصه بعد من الخيبات المتوالية.
فضلا.. ابتعد أنا أرشح بؤسًا..!
#محمد_رواش

السبت، 1 ديسمبر 2018

-أرجوك أن تخبرني كيف أجيب حين يفجأني السؤال: مالك؟! أمتعبٌ أنت؟! أفيك شيء؟! صوتك متغير؟! أنت لستَ كما عهدتُك في كل مرة؟!

- أهناك حل تعلمه أسلم من أن تبتسم ابتسامةً خفية، ثم تقول: لا، لا شيء.. أنا بخير؟!

كيف لا شيء وثمة أشياء لا شيء واحد؟!
كيف وأنت تتمتم في نفسك بأشياء مبهمة، لا يدري أحدٌ تحديدا ماذا تقول ؟!

أعتذر يا الله فقد أفسدت الحياة من حولي !

*ما الذي أوصلني إلىٰ هُنا، لِم لم أعش حياةً ككل الناس، يأكل ويشرب ويعيش كما يعيش الكل وينتظر الموت في نهاية المطاف، لِم أريد أن أظهر بمظهر البطولي الذي يعاند كل شيء، ويعانده كل شيء، لم الحياة معقدة عليّ لهذه الدرجة التي سئمت معها العيش برمته؟
لٍم لم أُكبر على الفهم أربعا كما فعل غيري، لم لم أعيش بهيما، فقد قال قبلي: فإن السعد في طالع البهائم؟!
لم جعلني الله سببا في شقاء عباده المخبتين الصالحين، علام أكدر صفو حياتهم؟
أعتذر يا الله فقد أفسدت الحياة من حولي، ولكن أنت تعلم لم أكن أقصد، بعزتك لم أكن أقصد! *

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

الفقد مر لكن آثاره خير من الدعة

تجربة القلق ثم الفقد ثم اليأس ثم الأثر ثم الرحيل!

هذي الحياة مراحل متشابكة، وأوجه من الصعاب متحدة، آمنت أن الألم يولد من رحمه فرحًا، وأيقنت أن اليأس في كل شيء يُخلف لك في الحياة أثرا، أنا صُمت عن مظاهر الفرح فلا أرتادها أبدًا، لست متشائما أبدا، غير أني أعتصر الألم بكامله فأُرواهُ خالصة غير سائغ، عسى الأثر بعد الممات يكون حسنا.

أعمي العبارات فأزيدها تعقيدًا لا لا يفهمها الأحمقىٰ!

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

لكنني ما فكرت يومًا في الانتحار

" ما خفت شيئا خوفي من الافتتان، من الانتكاس الذي هو الانسلاخ من الدين جملة، وهذا هو أخطر شيء يواجه الشباب هذه الأيام لقلة علمهم، وندرة المثل الصالح الذي يلتفون حوله، بعد فتن الزمان الأخير الذي هزت صورة كثير من المشايخ في أذهانهم، والأمر الآخر هو المرض النفسي، الاكتئاب، التعاسة، السوداوية، وقد لازمتني شهورًا عدة، وكنت أحاول أن ألهوا بعيدًا عنها بالمزاح تارة، وبالاستخفاف تارة، وباللامبالاة مرات عدة، وكذلك اللامبالاة بما هو مهم ويراه الناس مهما.. كنت أتحاشى التفكير في أحوال نفسي وأحوال الناس، لأنني كنت لا أخلص في نهاية الأمر إلا إلى حل واحد وهو الموت، والموت هو الحل المناسب لتنتهي المشكلات، لكنني ما فكرت يومًا في الانتحار، لأنني أراه ضعفًا والضعف بهذه الصورة لا يناسبني، ولأنه حمق، ولا أريد أن أتجرأ فأضع بيني وبين الله حُمقي.. الانتحار لا يجمل بي، أنا أريد أن أنهي الأمر حتى منتهاه ولتكن النتيجة كما تكون.. ".


الأحد، 18 نوفمبر 2018

ما جزعت لفراق أحدٍ ولا لقربه!

لازالت صفاتي تُحيرني - مذ عقلت أمر نفسي وأمر الحياة من حولي - فمازال الكثيرون يفدون عليّ وفود المحتاج الراغب، ثم هم يصدرون عني صدور المستكفي الذاهب، ويعلم الله أن أمرًا كهذا لا يثقل أعصابي أبدًا، ولا يثير في نفسي حنقًا تجاه واحد منهم.

وذلك لأنني مدرك تمام الإدراك أن الحياة محطات كمحطات القطار، ومهما توطَّدت أواصر المحبة والإخاء بينك وبين أحد الركاب، وبين أحد الركاب وبينك، فلابد أنكما مفارقان في يوم ما، كلٌ ينزل محطته، أو كلٌ يستكفي من صاحبه، فيبدل مقعده، ويتخذ لنفسه مكانًا آخر يُطل منه على منظر مُغاير يُجدد به رحلته، أو يهرب به من سالف صحبته، أو ليلتقي بآخرين تمتد بينه وبينهم أواصر الإخاء والصحبة أيضا.ويتابعون فيما بينهم مشهدًا جديدًا وأحداثًا مختلفة.

ثم ما تبلبث أن تنفك عُراها مرة أخرى حتى تنحل انحلالًا لا رجوع بعده، وهكذا هو الحال، وهذا هو السيناريو الذي يتكرر، تماما كالفيلم الذي تعلم من أول مشهد فيه أن البطل قد قُتل في أوله، ثم ما يزيدك هذا المشهد إلا إصرارا على متابعة المشاهدة، والمضي قُدمًا في المتابعة بشغف لا ينتهي وذهول لا يفتر.




الصورة من تصوير المبدع سامح فاضل. 

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

(سيجارة محمود شاكر) محنة محبيه وذريعة منتقصيه!

كتبت في ١٠ أغسطس ٢٠١٧
(سيجارة محمود شاكر) محنة محبيه وذريعة منتقصيه!
من المعلوم لدى الجميع أن الإنسان يجتمع فيه الخير والشر معًا، وقد يكون الإنسان رأسًا في الحق وتقع منه الزلة، وتحدث منه الهفوة.. ودونكم الأب الأول آدم- عليه السلام - على جلالة قدره وعظم مكانته عند الله، أخطأ خطأ، وخالف أمرًا من الله سبحانه، فهل هذا يزعزع مكانته في صدورنا، ويعطينا ذريعة للنتقص منه؟! لا والله لا يكون ، وهذا موسى -عليه السلام- يلومه(أي يلوم آدم عليه السلام) فيقول له : يا آدم أنت أبونا خيبتنا ، وأخرجتنا من الجنة ) ، فرد عليه قائلا: أتعيرني بذنب قد كتبهُ الله عليّ قبل أن أُخلق بكذا وكذا سنة، فحاج آدمُ موسى( أي غلبه برده)!
وهذا صحابي من صحابة نبيكم، يؤتى به مُعاقرًا للخمر، فيضرب من الصحب الكرام، فمنهم الضارب بثوبه، ومنهم الضارب بنعله، ثم يلعنه أحد الصحابة، لكثرة ما أُتي به، فكان رد نبينا -صلى الله عليه وسلم- :
لا تُعن الشيطان على أخيك، إنه يحب الله ورسوله.
- يُحب الله ورسوله ويُعاقر الخمر التي قد نُهي عنها وحرمت؟!
نعم لأنها النفوس البشرية بضعفها، وبكامل تقلباتها وانكسارتها، ودائما ما أقول ذنبك الذي تفعله وتوالي غسله بتوبتك ليس دليلا على نفاقك ، بل هو دليل على صدقك، ودليل على خوفك من ربك.
والواجب علينا معاشر المسلمين أن نرى الخطأ من الشخص العظيم القدر الحُجة.. فلا نُتابع عليه، ولا نطلق ألسنتنا بالسلب تبعا له، بل نستغفر لصاحبه عنه، ونسأله سبحانه أن يعفو عنه، خصوصا لو كانت هذه الزلة شيئا كالسجائر، وهنا نقطة هامة أن التدخين في زمن الأستاذ شاكر كان يتعاطاه الجميع صغارًا وكبارًا، بل رجالا ونساء، بل الأدهي والأعجب الذي سمعته من بعضهم أن بعض الدكاترة في زمن الطاعون كان ينصح بعضهم بشرب السجائر ظنا منهم أنها تقي صاحبها من الإصابة بهذا المرض الخبيث المستشري في جنبات مصر ساعتها.. وكان الأمر بين أهل العلم ساعتها مداره على الكراهة أو الحرمة، والقول بحرمتها جملة ليس ذائع الصيت كما هو الحال في زماننا هذا، فكان بعض الناس يتناوله مع يقينه بكراهته تنزلا أو لأي سبب كان.. لذلك أقول معرفة مجريات عصر الشيخ والحالة الزمنية مهم جدا للوصول إلى إجابة مقنعة.. إلى هنا لا أظن أن أحدا يماري فيما ذكرت.
والبعض يسأل
ما الحكمة من نشر صوره إذن وهو يحمل سجارة؟ - قد تنشر الصورة بغير امعان فيها، وبغير انتباه مني لوجود سجارة فيها، ثم أجد أن بعضهم محق الصورة بكاملها فلم يرى منها إلا السجارة في يد الشيخ فإلى هذا أقول إن كنت تأخذ هذه لنفسك فرصة لتسوغ لنفسك شرب الدخان فلا ينفعك هذا العذر أمام الله، لأنها محرمة لا تجوز وفاعلها فاعل لمحرم مجاهر به، لا تنفعه حجة أن الأستاذ فلان كان يدخن.. وإن كان يشوش بهذا لينتقص من قدر الشيخ إليه أقول اربع على نفسك والله لا يضر السحاب نبح الكلاب..



-الأمر الآخر أن أمر نشر الصور - هذا للتاريخ
، أن تنقل الصورة لمحبيه كاملة بغير تحريف أو تزيد أو مُواربة.
- ثم ينبغي أن يتربى الناس على أن الخطأ من الكبير وارد، وأن هذا الخطأ لا ينقصه حقه ولا قدره.
اعلموا أيها الصحب الكرام أن محنة الناس في زماننا هذا أنهم قد رفعوا الشيوخ والعلماء في منزلة لا تُدانيها منزلة ونزهوهم عن كل خطأ(وفرق كبير بين هذا الفعل وبين التعظيم والاحترام ) ، ثم إنهم - أي الناس - قد نفوا عنهم كل نقيصة ، وأخلوا ساحتهم من كل سيئة ومذمة . فوجب إذن أن تظهر الصورة واضحة للجميع .. ليس حسنا أن يظهر أي شيخ بين الناس بصورة مقدسة خالية من أي شائبة كأنه ملك من السماء أو رسول بعث إلى الأرض، بل العلماء المشايخ وكبار المفكرين بشر كغيرهم لهم فضلهم ولهم احترامهم، ولا ينفي هذا وقوع الخطأ منهم.
المهم أن نتعلم كيف نتعامل مع هذه الأخطاء.
غفر الله لشيخنا ورحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة!